بيروت (لبنان) – يستمتع علم الدين كيكانوفيتش بموسم مثمر مع الرياضي في دوري السوبر لغربي آسيا لكرة السلة (وصل) – غرب آسيا.

هو من بين العشرة الأوائل في كل من النقاط والمرتدات برصيد 21.0 نقطة و8.6 كرة مرتدة في المباراة الواحدة بينما يسدد أيضاً بمعدل 65.0 بالمئة.

والأهم من ذلك أن إنتاجه ساعد الرياضي في الدفاع عن لقبه كبطل لدوري وصل غرب آسيا بعد فوزه على غريمه الإيراني غورغان. كانت سلسلة صعبة في نصف النهائي أمام الغريم اللبناني التقليدي نادي الحكمة، ولهذا كان كيكانوفيتش سعيداً بخروج الفريق من المواجهة منتصراً.

وقبل النهائي، ذكر كيكانوفيتش أنهم سعداء بوصولهم إلى هذه المرحلة ”لكن في الوقت نفسه، لم تنته مهمتنا بعد“.

”الرياضي دائمًا ما يكون لديه أعلى الطموحات الممكنة والمعيار مرتفع للغاية.“

“أريد أن أشكر جماهيرنا على دعمهم المذهل خلال سلسلة التصفيات بأكملها. لقد امتلأ الملعب مرتين، وخلق 9000 مشجع أجواء فريدة في كل مباراة. ويسعدنا أننا تمكنا من إهدائهم فرحة الفوز بديربي بيروت.”

يبلغ كيكانوفيتش من العمر 35 عامًا ولعب على مستوى عالٍ في العديد من البلدان طوال مسيرته، ويعرف جيدًا الثقل الذي يقع على عاتقه، وخاصةً أنه يلعب مع هكذا نادي عريق. ولهذا السبب كان أحد أفضل اللاعبين أداءً طوال الموسم.

واعترف: “اللعب للرياضي شرف كبير، لكنه أيضًا مسؤولية كبيرة”. لدينا قاعدة جماهيرية ضخمة تقدم لنا دعمًا رائعًا ونحن ممتنون جدًا لوجود مثل هؤلاء المشجعين المخلصين والمتحمسين.”

“أشعر بدعمهم كل يوم، في الشارع، في المطاعم، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وما إلى ذلك. إنهم موجودون بجانبنا في الأوقات الجيدة والسيئة. أنا أقدر ذلك حقًا. وفي الوقت نفسه، أدرك حجم الدعم الكبير الذي يقدمونه لنا. أنا أعلم ما توقعاتهم وأعلم أن الألقاب فقط هي التي تهم في هذا النادي، ونحن نحاول جلب السعادة والفرحة لجماهيرنا لأنهم يستحقون ذلك حقًا”.

لرد الجميل للجماهير، المهمة ليست صعبة الفهم: أن يصبحوا أفضل نادٍ في آسيا. لقد حققوا تقدمًا كبيرًا في الحصول على مكان في فاينال 8 وصل. ومن هناك، إذا تمكنوا من الوصول إلى الأدوار النهائية, فيمكنهم بعد ذلك الوصول إلى مسابقة الأندية الرائدة في آسيا – دوري أبطال آسيا لكرة السلة (BCL Asia)

لإعداد ليس غريبًا على كيكانوفيتش. لكنه بالتأكيد يود أن تكون النتائج مختلفة عن تجربته السابقة.

“في العام الماضي [في الفاينال 8]، واجهنا موقفًا مؤسفًا بسبب الإصابات ولم نتمكن من الوصول إلّا إلى الدور النصف النهائي. هذا العام نريد أن نتقدم خطوتين إلى الأمام ونفوز باللقب.”

إذا كان الرياضي سيفعل ذلك – الوصول إلى BCL Asia والفوز في نهائي 8 وصل- فإن كيكانوفيتش أكثر من مجرد خيار رائع لمنحهم أفضل فرصة يمكنهم الحصول عليها. ليس هناك من ينكر ما قدمه على الملعب وسيرته الذاتية تتحدث كثيرًا في هذا الصدد.

بعد كل شيء، هذا هو اللاعب الذي وصل بالفعل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، عندما لعب مع موناكو في عام 2018.

وقال لاعب الارتكاز الذي بلغ متوسطه 15.1 نقطة و 4.5 كرات مرتدة لكل مباراة مع موناكو في ذلك الموسم: “⁠كان اللعب في BCL تجربة رائعة بشكل عام”. “كان هناك العديد من الفرق المنافسة في الدوري وتمكن فريقي من التأهل إلى النصف النهائي في أثينا بعد أن قدم موسمًا منتظماً رائعًا.”

“بالطبع، كان اللعب في الفاينال 4 هو أبرز ما في الموسم، وتمكن فريقي من التأهل إلى النهائي حيث خسرنا أمام AEK أثينا. لقد حظوا بدعم كبير من 19000 مشجع في ملعب OAKA واستفادوا من ميزة أفضلية الأرض. كان أيضًا موسمًا رائعًا على المستوى الشخصي حيث تم اختياري ضمن تشكيلة نجوم BCL.”

كونه جزءًا أساسيًا من النجاح مع موناكو ومع الرياضي, ليس شيئًا جديدًا على كيكانوفيتش. لقد حقق لاعب الإرتكاز الذي يبلغ طوله 2.10 متر (6’11 بوصة) الكثير من النجاح في كل مكان يذهب إليه، لدرجة أصبح من الآمن وصفه بأنه “فائز” بالفطرة. سواء كان ذلك في ألمانيا مع ألبا برلين، حيث فاز ببطولة BBL-Pokal في عام 2016، أو مع موناكو حين في فاز بكأس الدوري الفرنسي في عام 2018.

كيكانوفيتش يعرف كيف يفوز.

وقال: “الفوز بالبطولتين في ألمانيا وفرنسا كانت لحظات خاصة حقًا وسأتذكرها دائمًا بسعادة كبيرة”. “إذا تحدثنا عن صفات الفائز، فأعتقد أنه مزيج من العديد من الجوانب المختلفة، ولكن الشيء الأول والأهم هو العمل الجاد. إذا كنت تريد أن تكون ثابتًا على المستوى العالي، فأنت بحاجة إلى العمل على نفسك. ليست في كل مباراة فحسب، بل في كل حصة تدريبية أيضاً، وهذه هي العقلية التي أمتلكها منذ صغري.”

“عندما يتعلق الأمر بالمعارك النهائية، تلعب كيمياء الفريق والجوانب العقلية أدوارًا كبيرة أيضًا. القدرة على الإنتاج تحت الضغط، والتضحية من أجل الفريق، ووضع الغرور على الجانب، هي بعض النقاط التي يمكن أن تحدث فرقًا على مستوى الفريق. المدربون دائمًا يقولونها: “الفريق الذي يريد ذلك أكثر سيفوز”، لذا فإن شخصية اللاعبين وشغفهم ورغبتهم والتزامهم هي التي تجلب البطولات”.

وكما ذكر البوسني، فهذه هي العقلية التي كانت لديه في سن مبكرة. على الرغم من أنه بدأ لعب كرة السلة في وقت متأخر نسبيًا عن غيره، إلا أنه كان دائمًا لديه الشغف للعب من أجل الفوز.

يقول كيكانوفيتش: “عندما تبدأ في ممارسة بعض الألعاب الرياضية، فإن أحلامك تكون كبيرة دائمًا”.

“عندما تغمض عينيك في الليل، فإنك تحلم برفع الجوائز، وإتخاذ القرارات الحاسمة وما إلى ذلك. نحن جميعًا نعيش تلك اللحظات منذ بداية مسيرتنا المهنية. بمجرد رفع الكأس، تشعر وكأنك على قمة العالم و أنت لا تريد استبدال هذا الشعور بأي شيء، لأنك تعلم مدى روعة الفوز بالألقاب، فأنت تريد أن تفعل ذلك مرارًا وتكرارًا، وأعتقد أن التعطش للبطولات والرغبة في أن تكون أفضل كل يوم هو الشيء الذي يدفعني إلى الأمام.”

وبالنظر إلى المدى الذي وصل إليه كيكانوفيتش، فإن هذا التعطش للنجاح ينبغي اعتباره وقوداً فعالاً للغاية. لم يحقق الكثير طوال مسيرته الاحترافية فحسب، والتي بدأت عندما لعب لنادي مدينته سلوبودا ديتا تولزا وسجل لأول مرة في سن 16 عامًا لينضم بعدها الى الفريق الصربي ريد ستار بلغراد ويفوز بالبطولات والألقاب في أوروبا وآسيا, فكيكانوفيتش كان أيضًا وبكل فخر جزءًا من منتخب البوسنة والهرسك لأكثر من عقد من الزمن.

“كانت الأمور تحدث بسرعة كبيرة بالنسبة لي، منذ أن بدأت ممارسة كرة السلة متأخرًا بعض الشيء، عندما كان عمري 13 عامًا. بعد ذلك، انضممت إلى المنتخب الوطني الأول عندما كان عمري 17 عامًا، ولعبت في نفس الوقت مع منتخب تحت 18 عامًا والمنتخب الوطني الأول.”

قال كيكانوفيتش: “لقد لعبت مع منتخبات تحت 16 عامًا وتحت 18 عامًا والمنتخب الوطني الأول للبوسنة والهرسك لمدة 15 عامًا. لقد كانت رحلة مذهلة حقًا. اللعب للمنتخب الوطني هو شيء نقوم به نحن اللاعبون بمشاعر خاصة.”

“أن تكون قادرًا على تمثيل بلدك على المسرح الكبير هو شرف كبير، ولكي تكون لاعبًا كاملاً، في رأيي، عليك أن تمثل بلدك وتلعب من أجل شعبك. لقد لعبت لمدة 12 عامًا مع المنتخب الوطني الأول قبل أن أعتزل في العام 2018. كان الأمر صعبًا لأنني لعبت كل صيف لمدة 12 عامًا على التوالي، لكنه لا يزال يجلب لي الكثير من السعادة وذكريات العمر.”

“معظم اللاعبين الكبار من [البوسنة والهرسك] معتادون على اللعب في الخارج لأنديتهم، ولا تتاح لنا في كثير من الأحيان فرصة اللعب أمام جماهيرنا المحلية في بلدنا. لذلك كانت كل مباراة مع المنتخب الوطني مختلفة, لأن لديك الفرصة للأداء أمام عائلتك وأصدقائك وتمثيل بلدك على المستوى الدولي، كان جلب البهجة للأمة بأكملها أمرًا مميزًا وستبقى تلك المباريات والاحتفالات في قلبي إلى الأبد. لقد تمكنا من لعب ثلاث بطولات EuroBaskets خلال مسيرتي مع المنتخب الوطني وكان لدينا دائمًا جماهير تدعمنا في جميع أنحاء أوروبا”.

على الرغم من مرور ست سنوات منذ إعتزال كيكانوفيتش من مهام المنتخب الوطني، إلا أن مشاعره بشأن تمثيل بلاده لا تزال كما هي.

وقال كيكانوفيتش في النافذة الأولى لتصفيات كأس العالم في عام 2018: “إنهم يحبون كرة السلة كثيراً، وكان شيئاً عظيماً بالنسبة لهم أن يشاهدوا المباريات ضد روسيا وفرنسا والفرق الكبيرة القادمة إلى بلادنا. إنهم متعطشون ويريدون مساندتنا”.

“إن مشجعينا يحبون كرة السلة وغيرها من الرياضات حقًا. وتنتظر البلاد بأكملها تلك المباريات لعدة أشهر. إنهم يحبون الرياضة وليس من المستغرب بالنسبة لي أن تكون الصالات الرياضية مكتظة. إنهم مهووسون بكرة السلة.”

بعد أن لعب أمام مشجعي بوسنة لأكثر من عقد من الزمن، يعرف كيكانوفيتش القاعدة الجماهيرية المتحمسة عندما يرى واحدة – وهذا ما يراه هنا وهو يلعب مع الرياضي.

“⁠لبنان هو أحد البلدان القليلة في العالم حيث يمكنك القول أن كرة السلة هي الرياضة الوطنية رقم واحد”، يقول كيكانوفيتش. “إنه أمر مثير للإعجاب حقًا أن نرى شغف الناس لكرة السلة، و معرفتهم باللعبة.”

“لدى بلدي أيضًا مشجعين متحمسين جدًا، وهم مثل مشجعي كرة السلة اللبنانيين. اللعب في صالات رياضية مكتظة وصاخبة هو شيء اختبرته منذ صغري وأنا أستمتع به.”

“هناك أيضًا العديد من الأشياء المشتركة بين لبنان والبوسنة مثل التنوع الثقافي على سبيل المثال، مما ساعدني أيضًا على التكيف بسرعة وفهم الثقافة. وأيضًا، إذا تحدثنا عن المنطقة، أود أن أقول إن المشجعين في سوريا مميزون أيضًا. لقد لعبنا في دمشق ضد الوحدة وكان الملعب مكتظا وصاخبا، ولكن في نفس الوقت كانوا محترمون للغاية”.

والآن، لدى ”كيكانوفيتش“ فرصة لإثبات كل شيء – مرة أخرى. يمكنه أن يضيف إلى سيرته الذاتية المزيد من النجاح على المستوى الاحترافي. ويمكنه أن يُظهر كم يعني له اللعب لشيء أكبر منه، وهو في هذه الحالة الرياضي، كما فعل مع العديد من الأندية الكبيرة الأخرى والمنتخب الوطني.

علاوة على ذلك، يمكنه الاستمرار في إظهار للجميع أنه بالتأكيد فائز بالفطرة.

FIBA